أمثال القرآن الكريم نموذجاُ



"أمثال القرآن الكريم"
أمثال القرآن الشريف قسمان ظاهر مصرح به وكامن لا ذكر للمثل فيه.
أما أمثاله الظاهرة فكقوله تعالى في شأن المنافقين:
 (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمّآ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاّ يُبْصِرُونَ {17} صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ {18} أَوْ كَصَيّبٍ مّنَ السّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِيَ آذَانِهِم مّنَ الصّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ {19} يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {20} [البقرة: 17 20] 
وقوله تعالى في شأن الذي ينفق أمواله ابتغاء مرضاة الله والذي يُنفقها رياءً 
(يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنّ وَالأذَىَ كَالّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاّ يَقْدِرُونَ عَلَىَ شَيْءٍ مّمّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {264} وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {265} أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ
الاَيَاتِ لَعَلّكُمْ تَتَفَكّرُونَ) 
وقوله تعالى في تمثيل الحق والباطل: 
(أَنَزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السّيْلُ زَبَداً رّابِياً وَمِمّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النّارِ ابْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقّ وَالْبَاطِلَ فَأَمّا الزّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمّا مَا يَنفَعُ النّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأمْثَالَ) [الرعد: 17]
 وقوله تعالى في تمثيل لحكمة وضدها:
 (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّمَآءِ {24} تُؤْتِيَ أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأمْثَالَ لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَذَكّرُونَ {25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ) [إبراهيم: 24 26] 
وقوله جل شأنه في حال الكفار وما يعبدون من دون الله.
(ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ إِنّ الّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذّبَابُ شَيْئاً لاّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الح: 73] وقوله تعالى: (مَثَلُ الّذِينَ اتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 41] 
وقوله تعالى في أن عمل الكافر يذهب هباء تذروه الرياح.
(مّثَلُ الّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدّتْ بِهِ الرّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاّ يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُواْ عَلَىَ شَيْءٍ) [إبراهيم: 18] وقوله تعالى: (وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظّمْآنُ مَآءً حَتّىَ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللّهَ عِندَهُ فَوَفّاهُ حِسَابَهُ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {39} أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لّجّيّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ) [النور: 39 40].
وقوله تعالى في أن الدنيا ظل زائل وخيال باطل.
(وَاضْرِبْ لَهُم مّثَلَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرّياحُ) [الكهف: 45] وقوله تعالى: (اعْلَمُوَاْ أَنّمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ نَبَاتُهُ ثُمّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمّ يَكُونُ حُطَاماً) [الحديد: 20] 
وأما أمثاله الكامنة فهي الآداب البارعة والحكم الباهرة فمن ذلك
 قوله تعالى: (لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ كَاشِفَةٌ) [النجم: 58].
(لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ) [آل عمران: 92].
(الاَنَ حَصْحَصَ الْحَقّ) [يوسف: 51].
(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ) [يس: 78].
(ذَلِكَ بِمَا قَدّمَتْ يَدَاكَ) [الحج: 10].
(قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) [يوسف: 41].
(أَلَيْسَ الصّبْحُ بِقَرِيبٍ) [هود: 81].
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) [سبأ:
54].
(وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشّكُورُ) [سبأ: 13].
(وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السّيّىءُ إِلاّ بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43].
(قُلْ كُلّ يَعْمَلُ عَلَىَ شَاكِلَتِهِ) [الإسراء: 84].
(عَسَىَ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَعَسَىَ أَن تُحِبّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرّ لّكُمْ) [البقرة: 216].
(كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر: 38].
(لّكُلّ نَبَإٍ مّسْتَقَرّ) [الأنعام: 67].
(هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاّ الإِحْسَانُ) [الرحمن: 60].
(كَم مّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً) [البقرة: 249].
(آلاَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ) [يونس: 91].
(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّىَ) [الحشر: 14].
(وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: 14].
(كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [المؤمنون: 53] [الروم: 32].
(وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ) [الأنفال: 23].
(مَا عَلَى الرّسُولِ إِلاّ الْبَلاَغُ) [المائدة: 99].
(مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ) [التوبة: 91].
(لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا) [البقرة: 286].
(لاّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطّيّبُ) [المائدة: 100].
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ) [الروم: 41].
(لِمِثْلِ هََذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ) [الصافات: 61].
(فَاعْتَبِرُواْ يَأُوْلِي الأبْصَارِ) [الحشر: 2].

جملة من أمثال العرب والمولدين ما يماثلها من القرآن الكريم القتل أنفى للقتل
 (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ) [البقرة: 179].
إن عادت العقرب عدنا لها (وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا) [الإسراء: 8] (وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ) [الأنفال: 19].
إن غداً لناظره قريب (أَلَيْسَ الصّبْحُ بِقَرِيبٍ) [هود: 81].
قد وضح الأمر لذي عينين (الاَنَ حَصْحَصَ الْحَقّ) [يوسف: 51].
أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ
الرّحْمََنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً) [الزخرف: 36].
سبق السيف العذل (قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) [يوسف: 41].
قد حيل بي العير والنزوان (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) [سبإ: 54].
عادت غيث على ما أفسد (ثُمّ بَدّلْنَا مَكَانَ السّيّئَةِ الْحَسَنَةَ) الأعراف: 95].
لكل مقام مقال (لّكُلّ نَبَإٍ مّسْتَقَرّ) [الأنعام: 67].
مصائب قوم عند قوم فوائد (تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا) [آل عمران: 120].
من حفر لأخيه بئراً وقع فيها (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السّيّىءُ إِلاّ بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43].
كل البقل لا تسأل عن المبقلة (لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [المائدة: 101].
المأمول خير من المأكول (وَلَلاَخِرَةُ خَيْرٌ لّكَ مِنَ الاُولَىَ) [الضحى: 4].
لو كان في اليوم خير ما سلم على الصياد (وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ) [الأنفال: 23].
الكلب لا يصيد كارهاً (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ) [البقرة: 256].
كل شاة ستناط برجليها (كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر: 38].
عند الخنازير تنفق العذرة (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) [النور: 26].


نقلاُ من كتاب جواهر الأدب في أدبيات وانشاء لغة العرب الجزء(1) الباب(2) في فنون الإنشاء / الأمثال طبعة دار الجبل
مدونة منوعات عالمية 
شاركه على جوجل بلس

عن تحفة القصر في الأدب العربي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع مختاره